...

في بداية الشهر الرابع.. فلسطين تئن من الألم.. مئات الشهداء والمصابين

غارات جولة لا تهدأ وأحزمة نارية لا ترحم وأزمة إنسانية لا تتوقف، وخطة إسرائيلية ترسم ملامح قطاع غزة بعد أن تضع الحرب أوزارها.

ففي إطار مسلسل الموت اليومي سقط عشرات القتلى والجرحى من الفلسطينيين في غارات جوية ومدفعية إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، خلال الساعات الماضية.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل 125 شخصا، خلال الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع عدد قتلى الحرب على قطاع غزة منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى أكثر من 22 ألفا.

فيما تجاوز عدد المصابين جراء الحرب عتبة الـ57 ألفا، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.

دماءٌ تنبعث منها رائحة “كارثة إنسانية” تتكشف رويدا رويدا مع انتشار جثث متحللة ملقاة على الشوراع، وتفاقم أوضاع النازحين الإنسانية في أماكن انتشارهم، ومشاهد أحياء حولها الجيش الإسرائيلي إلى أكوام من الركام، حيث غدت بلا منازل ولا بنى تحتية، ناهيك عن مياه الصرف الصحي.

خطة جالانت

سياسيا، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن خطة بلاده للمرحلة التالية من حربها في غزة.

خطة تريد إسرائيل من خلالها اتباع نهج جديد أكثر استهدافا في الجزء الشمالي من القطاع وملاحقة مستمرة لقيادات حماس في الجنوب.

وبموجب الخطة الإسرائيلية التي ستقدم إلى المجلس الوزاري الحربي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لن تكون في قطاع غزة بعد انتهاء القتال “لا حماس” ولا “إدارة مدنية إسرائيلية”.

وفي الأسابيع الأخيرة انقسم المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي حول المسار الواجب اتباعه في القتال الدائر منذ ثلاثة أشهر بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ووفقا لهذه الخطة التي لم تتبنها الحكومة بعد فإن العمليات العسكرية “ستستمر” في قطاع غزة إلى حين “عودة الرهائن” و”تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس” و”القضاء على التهديدات العسكرية في قطاع غزة”، بحسب غالانت.

الضفة تئن من الألم

الضفة الغربية هي الأخرى تشهد أعمال عنف يومية تختصرها الاقتحامات الإسرائيلية لمدن وبلدات، والاعتقالات في صفوف الفلسطينيين، فضلا عن سقوط قتلى.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية بمقتل فتى وإصابة 7 مواطنين على الأقل بالرصاص الحي، في بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، وسط الضفة، في كمين نصبه الجنود الإسرائيليون للشبان.

وكانت القوات الإسرائيلية اقتحمت البلدة فجرا، وسيرت آلياتها ودورياتها الراجلة في عدة أحياء، وتمركزت في وسط البلدة وفي منطقة البلدية.

وفي بيت لحم، جنوبي الضفة، اقتحمت القوات الإسرائيلية فجر اليوم الجمعة، بلدة بيت فجار من مدخليها الشرقي والغربي، وتمركزت في منطقة مبنى البلدية.

على صعيد الاعتقالات، شهدت خربة حمصة التحتا في الأغوار الشمالية اقتحاما إسرائيليا، فجر اليوم، واعتقال شاب.

وأفاد الناشط الحقوقي عارف دراغمة لوكالة الأنباء الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي اقتحم الخربة بعد منتصف الليلة، واعتقلت المواطن محمود هايل بشارات من مسكنه.

كما جرى اقتحام بلدتي حلحول شمال الخليل ويطا جنوبا.

وبلينكن في جولة جديدة بالمنطقة

في هذه الأثناء، وعلى وقع المخاوف من اتساع حرب غزة إلى خارجها، بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة تشمل 9 دول، في المنطقة.

ووفق ما أعلنه الناطق باسم الخارجية ماثيو ميلر فإن بلينكن سيناقش مسائل من بينها “إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير”.

وقال ميلر إنه سيناقش أيضا “منع اتساع رقعة النزاع”، بعد أيام على مقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري بضربة إسرائيلية في لبنان، وفي ظل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وتعد هذه الجولة هي الخامسة التي يقوم بها بلينكن في المنطقة منذ هجوم السابع من أكتوبر، الذي شنّته حماس على إسرائيل وقوبل بحرب إسرائيلية كبيرة على قطاع غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى