...

ناصف ساويرس من مكتبه في لندن: سنحول شركة OCI إلى بقرة!

يدرس رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس إجراء “إصلاح جذري” لإمبراطوريته للكيماويات والأسمدة، والذي يمكن أن يشمل تقسيم شركته القابضة الرئيسية وبيع أجزائها، وذلك بعد مبيعات أصول بقيمة 7 مليارات دولار خلال الشهرين الماضيين.
وقال أغنى رجل في مصر، الذي تشمل أصوله الشخصية نادي “أستون فيلا” الإنجليزي لكرة القدم، إنه يتطلع إلى تحول كامل في الشركة التي تشكل جوهر ثروته، مجموعة الكيماويات OCI المدرجة في هولندا.
ويتضمن أحد الخيارات تحويلها إلى شركة ذات أصول نقدية تسعى إلى عمليات استحواذ في صناعات جديدة، حسبما قال الملياردير البالغ من العمر 63 عاماً خلال مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وأضاف: “نحرص على تقييم ما نريد القيام به، ليس فقط بالأموال (من مبيعات الأصول) ولكن كفريق. وربما تبقى شركة OCI (الهولندية للكيماويات)، بقطعة أو قطعتين، وتصبح بقرة نقدية (مشروع مُدر للأموال)، وتصبح آلة لمزيد من الاستثمار. نحن منفتحون تماماً”.
وأضاف خلال حديثه من مكتبه المطل على ساحة بيركلي في لندن: “ليس بالضرورة أن تكون أسمدة، ولا ينبغي أن تكون مواد كيميائية. إذا بيعت كل OCI، والفريق الأساسي.. يعلم أننا رواد أعمال متسلسلون، وسنفعل شيئاً ما”.
تأتي هذه التصريحات في أعقاب موجة من نشاط الصفقات في شركة OCI استجابة لضغوط من المستثمر الأميركي جيف أوبين، وكذلك في إطار مكتب مجموعته العائلية “إن إن إس” (NNS Group).
ساويرس، الذي تقدر مجلة Forbes ثروته بأكثر من 8 مليارات دولار، جمع بهدوء محفظة واسعة من الاستثمارات من خلال مجموعة NSS؛ تشمل نادي “أستون فيلا” بالإضافة إلى حصص في مجموعة الملابس الرياضية الألمانية Adidas، وسلسلة المقاهي التي يقع مقرها الرئيسي في الدنمارك Joe & The Juice.
لكن شركة OCI، التي يمتلك فيها حصة تبلغ نحو 40%، وعائلته 14% أخرى، كانت محور اهتمامه طوال معظم العام الماضي.
وفي مايو، وافق مجلس إدارة شركة OCI على مراجعة استراتيجية لجميع أنشطة الأعمال، بالإضافة إلى مكان إدراجها في هولندا بعد أن اشترت شركة أوبين (ValueAct Capital) حصة 5%، وضغطت على المجموعة لبحث خيارات، تشمل بيع أصول لتحسين عوائد المساهمين.
وبحلول نهاية العام الماضي، وافقت شركة OCI على بيع شركتي أسمدة تبلغ قيمة كل منهما نحو 3.6 مليار دولار، إلى شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة صناعات Koch الأميركية.
ساويرس أشار إلى أن أوبين، الذي “لم يكن عدائياً على الإطلاق”، كتب خطاباً يشرح فيه كيف أن القيمة السوقية لشركة OCI أقل بكثير من مجموع أجزائها.
وقال: “لذلك أخبرته، في الواقع، أن الرسالة منطقية”، مضيفاً: “في نهاية المطاف وافقنا على توصية جيف. وفي غضون ستة أشهر، نفذنا هاتين الصفقتين، وهناك المزيد في المستقبل”.
وتابع: “نقول دائماً إننا بناة ولسنا مُلاكاً. نحن نبني الأصول. ولكن إذا كان هذا الأصل تقدر قيمته بالنسبة لطرف آخر أكثر مما يستحق في إطار شركة OCI أو الشركة العامة، أو في إطاري، فهذا هو المالك الأكثر استحقاقاً”.
من جانبه، قال أوبين لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن ساويرس وشركة OCI تعرضا لعقوبات؛ بسبب الاستثمار في التكنولوجيات النظيفة. مضيفاً: “إنها بالفعل قصة تحذيرية مثيرة للاهتمام”، مضيفاً أن علاقته مع ساويرس كانت “تعاونية”.
وارتفعت أسهم شركة OCI بنسبة 50% منذ أن انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات قبل صفقات الأسمدة في ديسمبر. والوقت الراهن يراقب المستثمرون ليروا حجم تلك العائدات التي سيعود بها ساويرس من خلال توزيعات الأرباح، وما الذي ستفعله شركة OCI في أعمالها المتعلقة بالميثانول ومشروع الأمونيا منخفض الكربون في تكساس، بحسب الصحيفة.
ورجل الأعمال المصري، هو الابن الأصغر للراحل أنسي ساويرس، الذي أسس شركة إنشاءات في الخمسينيات، وبناها طيلة عقود، لتصبح شركة كبيرة متعددة الجنسيات تسمى الآن “أوراسكوم للإنشاءات” Orascom Construction.
ومع نمو الشركة، بحثت العائلة عن سبل لتنويع أنشطتها، ودخلت صناعة الأسمنت، ووسعت العمليات خارج مصر إلى أسواق ناشئة أخرى.
كما أدخل شقيقاه العائلة إلى صناعات جديدة، إذ بنى نجيب ساويرس، الابن الأكبر، إمبراطورية اتصالات قبل بيعها، ويستثمر الآن في مناجم الذهب، بينما استثمر الابن الأوسط سميح في قطاع السياحة.

وباعت “أوراسكوم” شركات الأسمنت إلى مجموعة “لافارج” (Lafarge) في عام 2007 في صفقة بقيمة 10.2 مليار يورو، حصل بموجبها ساويرس على حصة كبيرة في المجموعة الفرنسية، بالإضافة إلى مقعدين في مجلس الإدارة.
وتضمنت أصول “أوراسكوم” المباعة في الصفقة مصنعاً في سوريا، تسبب في نهاية المطاف في فرض غرامات كبيرة على شركة “لافارج” بسبب اتهامها بتقديم مدفوعات لتنظيم “داعش”، بالإضافة إلى حصة في مصنع أسمنت مملوك للدولة في كوريا الشمالية.
ومنحت صفقة “لافارج”، ساويرس، مقعداً في الصف الأول في عملية اندماج المجموعة الفرنسية عام 2015، مع منافستها السويسرية هولسيم Holcim، شكلت أكبر شركة للإسمنت في العالم.
وباع ساويرس، الذي كان أحد أكبر المساهمين في شركة LafargeHolcim المندمجة، كل أسهمه في عام 2019 بعد سنوات من مشاهدة فشل الاندماج في الوفاء بوعد الشراكة، ثم حول اهتمامه إلى الأسمدة، مع تركيز بقية شركة OCI على أعمال المواد الكيميائية. ونقل مؤخراً مقر مجموعة NNS من لوكسمبورج إلى أبو ظبي.

ويعتزم الملياردير المصري إعادة توطين “مجموعة إن إن إس” (NNS Group) في سوق أبوظبي العالمي الذي يعتبر المركز المالي الدولي للإمارة، في حال موافقة الجهات التنظيمية. ومن هناك، تهدف المجموعة إلى شراء حصص كبيرة في عدد من الشركات، بشكل أساسي في أوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية، بحسب المجموعة.
وتظل شركة “أوراسكوم” ضمن نطاق العائلة، منفصلة عن شركة OCI، وهي أكبر شركة خاصة في مصر مع أكثر من 60 ألف موظف محلي. وتعد شركة البناء واحدة من الشركات الرائدة التي تعاقدت معها الحكومة المصرية لبناء مشاريع ضخمة.

زر الذهاب إلى الأعلى