...

دلع كرشك.. املى بطنك.. أصحاب محلات الأكل يتعاملون مع الزبائن كأنهم وحوش أو جحوش!

مصر اتغيرت.. لاشك في ذلك.. لانتحدث هنا عن المشروعات التي تم إنجازها في السنوات العشر الأخيرة وغيرت وجه الحياة فعلا.. نتحدث عن سلوك المصريين أنفسهم، ونقر ونعترف، ولابد أن تقر وتعترف معنا، بأن مصر التي كانت تجتمع الخميس الأول من كل شهر على صوت أم كلثوم، أصبحت تجتمع الآن على مهرجانات حمو بيكا وشاكوش وغيرهما.

الأمر انسحب على كافة مظاهر الحياة، وإليك الدليل فيما يخص محلات الطعام والشراب وذلك على سبيل المثال لاالحصر.. خذ عندك:

زمان كانت محلات الفول والطعمية تختار أسماء بسيطة وعادية: آخر ساعة، التابعي الدمياطي، نجف، أبو ظريفة، المطعم الوطني، وغيرها من الأسماء، تحولت الآن بقدرة قادر إلى أسماء عجيبة وغريبة ، ومنها املى بطنك، تفويلة- يعني تفول زي أي عربية- دلع كرشك.

أما محلات الكباب والكفتة فقد تحولت من الألفي، والرفاعي، وأبو رامي إلى” الكفتة بالمتر زي زمان” وانت وحظك بقى تطلع كفتة حمير أو كلاب حسب المتوفر بالأسواق، بعض هذه المحلات يبيع كليو الكفتة بالعيش والسلطات بمئة وعشرين جنيها، في حين أن أقل سعر لحم مفروم من اللى دايسه القطر بمئتي جنيه.. فأي حيوان تنتمي إليه هذه الكفتة؟

وانت إذا عذرت بتوع دلع كرشك واملى بطنك وغيرهم فكيف تعذر أهل العلم والإيمان؟ لقد بدأها أباطرة الدروس الخصوصية: كينج الكيمياء، إمبراطور الفيزياء، شبح حساب المثلثات.. وهكذا ..فليس غريبا على أصحاب المحلات أن ينحتوا هذه الأسماء التي تشير إلى تدني الذوق وغياب الوعي، فهم يتعاملون مع مسألة الأكل كما لو كان الزبائن مجموعة من الوحوش.. أو الجحوش إذا شئت الدقة.

الأمر ليس له علاقة بخفة دم المصريين أو غيرها من التصورات التي نخترعها حول أنفسنا باعتبارنا- كما نظن يعني- أهم شعب في العالم، لكن له علاقة بتدني الذوق ورفع قيمة كل شئ تافه في حياتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى