...

في اليوم الـ99 .. هجوم بربرى لجنود الاحتلال في غزة

أصبحت غزة تغيب عن خارطة الاتصالات والإنترنت في عزلة تتجدد وسط تكثف الغارات الإسرائيلية بالقطاع ما يرفع منسوب المعاناة ويقلص هامش الأمل.

هكذا تدخل غزة اليوم الـ99 لحرب بدأت بهجوم مباغت شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، وشكل شرارة اندلاع حرب مدمرة لم تضع أوزارها.

وانقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت  في غزة، مع مقتل العشرات في مدن في جنوب القطاع حيث يهدّد البرد والجوع حياة مئات آلاف الأشخاص.

واحتدم القتال بين مقاتلي حماس والقوات الإسرائيلية بعد ليلة شهدت قصفا إسرائيليا عنيفا، وذلك وسط مخاوف متزايدة من اتساع نطاق النزاع بعد أن ضربت القوات الأمريكية والبريطانية أهدافا حوثية في اليمن.

وفي غزة، أفاد مراسل “فرانس برس” بضربات إسرائيلية وقصف مدفعي لمناطق تقع بين مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع المكتظ بالنازحين الفارين من الشمال.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل 7 «مقاتلين» في ضربة في خان يونس و20 غيرهم في المغازي في الشمال، وأظهرت لقطات لفرانس برس دخانا أسود يتصاعد فوق رفح وخان يونس.

وأمام مستشفى حيث تجمّع عدد من ذوي ضحايا سقطوا في الساعات الأخيرة، تساءل أحد المشيعين “هل يكترث لنا أحد؟ لماذا الجميع صامتون؟”.

وفي منطقة أخرى في رفح، تفقّد فياض أبو رجيلة ركام مبنى بعد غارة إسرائيلية قال إنها قتلت مدنيين في منازلهم. وقال لـ”فرانس برس”: “لم تكن لهم أي علاقة بأي شيء. أناس يريدون فقط أن يعيشوا. لماذا استهدفوهم؟”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته البرية وضرباته الجوية دمّرت أكثر من 700 قاذفة صواريخ في غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) المزودة للإنترنت والهاتف، أمس الجمعة، انقطاع كل خدمات الاتصال تمامًا في قطاع غزة.

وقالت الشركة في بيان مقتضب “نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الهاتف الخلوي والثابت والإنترنت مع قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر”.

ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بيانا شدّدت فيه على أن “قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة”.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة ارتفاع حصيلة ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 23708 قتيلا.

واندلعت الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس إثر هجوم شنته الحركة داخل إسرائيل وخلف نحو 1140 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى تقارير إسرائيلية.

واحتُجز حوالي 250 شخصا رهائن خلال هجوم حماس، بحسب إسرائيل التي قالت إن 132 منهم ما زالوا في غزة – وتم تأكيد مقتل 25 منهم.

وأُطلق سراح نحو 100 رهينة خلال هدنة نهاية نوفمبر الماضي، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، بموجب اتفاق توسطت فيه قطر أيضا.

والجمعة، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التوصل إلى اتفاق بوساطة قطر لإيصال أدوية “في الأيام المقبلة” إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.

ووجّهت إسرائيل الجمعة انتقادات إلى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بسبب عدم مطالبتها بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وسبق أن دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك مرارا إلى الإفراج عن الرهائن.

وصرح ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو للصحفيين في جنيف، أن “العمليات في الشمال تزداد تعقيدا.. ونصطدم برفض منتظم من الطرف الإسرائيلي”.

وأوضح متحدثا عبر الفيديو من القدس أن إسرائيل وافقت “جزئيا” على ثلاث مهمات الخميس، غير أنها لم توافق في الأيام السابقة سوى على مهمة واحدة من أصل سبعة.

واتّهم دي دومينيكو الجيش الإسرائيلي بأنه يرفض بشكل “منتظم جدا” إيصال الوقود الذي تحتاج إليه خصوصا المستشفيات، محذرا من أن هذا الوضع “بصدد بلوغ مستوى من اللاإنسانية يفوق المنطق”.

وفي وسط غزة، أدى نفاد الوقود إلى توقّف المولّد الرئيسي لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح عن العمل، بحسب وزارة الصحة.

زر الذهاب إلى الأعلى