...

هنادي النواوي تكتب: بعد إقالة سيد عبدالحفيظ.. متى نقول “إن فاتك الميري قل له في ستين داهية”؟

 

تذكرنا واقعة إقالة الكابتن سيد عبدالحفيظ من منصبه كمدير للكره بالنادي الأهلي، بالمثل الشعبي العبقري” إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه”.

والمقصود بالميري هنا كل وظيفة حكومية بأجر ثابت ومكافآت وحوافز والذي منه، وفي النهاية معاش تقاعدي ومكافأة نهاية خدمة، لم يخطئ أجدادنا عندما اخترعوا هذا المثل، وإن كانت الدنيا تغيرت وجرت في النهر مياه كثيرة، فلم يعد ” الميري” كما كان، ولاالدنيا كما كانت.

سيد عبدالحفيظ كان لاعبا مهما وإداريا ناجحا، ومع ذلك وفي لمح البصر، أو بجرة قلم ، كما يقولون، فقد وظيفته، وإن نال الشكر والتقدير من إدارة الأهلى، ولكن بماذا يفيد الشكر والتقدير بعد أن فقد الكابتن هذا المنصب المهم ماديا ومعنويا.

المشكلة ان الميري بح خلاص، فمنذ عدة سنوات هناك قرار لرئيس الوزراء بعدم التعيين في الوظائف الحكومية، الأمر الذي جعل أغلب الخريجين يلجأون إلى القطاع الخاص، وجعل هذا القطاع يفرض شروطه، بل إن الشاب يوقع أولا على مايسمى استمارة ستة التي تتيح لصاحب العمل فصله في الوقت الذي يحبه دون أن يكون له حق الاعتراض او مقاضاة صاحب العمل.

ثم إن الميري رغم كل شئ لم يعد مغريا، فالأجور لاتكاد تفي بأدني المتطلبات،فكيف لترابه أن يفي.

الحل ،وحتى يفتح الله أبواب الميري، أن تتدخل الدولة في مسألة العمل بالقطاع الخاص، بحيث تحمي العامل من الفصل التعسفي والذي يخضع في الغالب لمزاج صاحب العمل، كما تخضع الأجور كذلك، فليس كل ماهو مدون في العقد صحيح، بمعنى أن هناك بعض الشركات والمنشآت تدون مبلغا بسيطا في عقد العمل حتى تدفع مبلغا بسيطا في التأمينات، والخاسر هو العامل لأن ذلك يفرق معه كثيرا عند الإحالة إلى التقاعد، هذا إذا استمر أصلا في العمل حتى سن التقاعد.

قوانين العمل في البلد في حاجة إلى إعادة نظر، وأظن لو تم ضبطها لصالح العامل مع عدم ظلم صاحب العمل، لصار المثل الشعبي ” إن فاتك الميري” مثلا مضحكا أو لتم استبداله بمثل آخر يقول” إن فاتك الميري قل له في ستين داهية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى