...

طفرة كبيرة فى قطاع السينما السعودية.. أفلام جريئة مليئة بالحب والمشاعر الإنسانية

طفرة كبيرة شهدها قطاع السينما في المملكة العربية السعودية خلال الآونة الأخيرة، وذلك من خلال مجموعة من الأعمال السينمائية تناولت قصصاً وحكايات خرجت بها عن المألوف والمعتاد في الأفلام الأخرى، الأمر الذي جعلها محط أنظار الجميع ولاسيما من محبي “السينما”، ومن خلال التقرير التالي سوف نتطرق لهذه الأعمال.
عبد” هو أحد الأفلام التي تعرض حالياً في دور السينما بالمملكة العربية السعودية، وهو من الأفلام التي نالت اهتماماً كبيراً من قبل الجمهور السعودي، وذلك يرجع إلى عدة أمور أبرزها الجوائز والتكريمات التي حظي بها في المهرجانات والمحافل الفنية التي شارك بها قبل عرضه في دور السينما، إلى جانب أحداثه المشوقة والتي تأخذ المشاهد إلى رحلة طويلة عبر أزمنة مختلفة، وذلك من خلال مخرج قام بصناعة فيلم مع زوجته، ليواجه موجة غضب من المجتمع وردود أفعال عنيفة بسبب هذا الفيلم، فيقرر السفر عبر الزمن من أجل تعديل هذا الخطأ ولكن تخرج الأمور عن السيطرة.
وبعيداً عن قصته وأحداثه التي تتسم بالجرأة في الطرح، هناك أشياء أخرى تميز بها هذا العمل، هي المواهب السعودية المشاركة في تمثيله وعلى رأسهم محمد علي، زياد العمري، وخيرية أبو لبن، والفيلم من إخراج منصور أسد.
فيلم سعودي آخر، تأخذنا أحداثه إلى أجواء أخرى مليئة بالمشاعر والجوانب الإنسانية، وهو “طريق الوادي”، ويبدو من اسم هذا الفيلم لكل من يحرص على مشاهدته أنه سوف يري أحداثاً يغلب عليها طابع الأكشن، خاصة وأن كثيراً من الأعمال التي حملت أسماء مشابهة لهذا الفيلم جاءت قصتها في نطاق الأكشن والمطاردة، ولكن في “طريق الوادي” تفاجأ جمهور السينما أنه أمام عمل سينمائي بعيد عن القالب المتعارف عليه، حيث يتمحور فيلم “طريق الوادي” حول قصة” علي”، الشاب المصاب بالتوحد، والذي تربطه علاقة قوية بشقيقته ولكن بين ليلة وضحاها تنقلب حياته رأساً على عقب بسبب ترك شقيقته منزلهم من أجل الذهاب إلى قرية أو مكان آخر لاستكمال دراستها، وهنا تتدهور حالته الصحية، ليقرر والده اصطحابه إلى طبيب يتواجد في أحد الوديان، ولكن يضل “علي” طريقه أثناء ذهابه لرؤية طبيب في قرية مجاورة، حيث يجد نفسه وحيدًا وتائهًا يواجه العديد من العقبات والتحديات التي تساعده في استكشاف العالم من حوله.
شارك في بطولته كل من أسيل عمران ونايف خلف ومحمد الشهري ومحمد هلال ونغم المالكي، وهو من تأليف وإخراج خالد فهد.
تجربة سينمائية أخرى مليئة بالمفاجآت والأحداث غير التقليدية، يأخذنا إليها فيلم “أغنية الغراب” الذي نال على إشادات واسعة بعد عرضه مهرجان البحر الأحمر السينمائي، حيث يروي الفيلم بشكلٍ ساخرٍ وكوميدي حكاية «ناصر»، الملقَّب بـ«الغراب»، حيث يجد نفسه في مواجهة أفكار ومجموعات ثقافية متعددة في الرياض، وهو شخص ساذج وفاشل في نظر والديه، ويؤجِّل استئصال ورم في دماغه من أجل تحقيق إنجاز كبير، وتتوالى الأحداث لتدخل فتاة غامضة عالمه، فيحاول الوصول إليها عبر كتابة أغنية، وتقديمها إلى صديقه «بوصقر» لغنائها، والوصول إلى قلب الفتاة. والعمل من بطولة عاصم العواد، وإبراهيم الخير الله، وعبدالله الجفال، وإخراج محمد السلمان، وقد فاز بجائزة مسابقة «ضوء» لدعم الأفلام.
رغم أن الفيلم يحمل خطوطاً كوميدية في العديد من أحداثه، إلا أن مضمونه يعكس صورة أخرى للطموح وتحقيق الأحلام مهما كانت الظروف التي يواجهها أي شخص، وذلك من خلال شاب تصطدم أحلامه برغبات أسرته والتي تريده أن يستمر في استكمال مراحل تعليمه، والتخلي عن رغباته وأحلامه في صناعة المحتوى حتى ينتهي منذ هذا الأمر، إلا أنه قرر أن يمشي وراء حلمه مما يدفعه إلى إهمال دراسته، حيث ينضم إليه صديقه المقرب معن (إسماعيل الحسن)، والمدرس عرابي (صهيب قُدس)، حيث يجمعهم عالم الإنترنت وما يوفره لهم من إمكانيات ومساحة للحرية والإبداع حتى يقرروا إنتاج فيلم رعب دون ميزانية، وهي مغامرة كبيرة لا يوافقهم عليها المحيطون بهم، خصوصاً وأنها ستضع مستقبلهم في خطر، وقد شارك في بطولة الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم هم صهيب قدس وبراء عالم وإسماعيل الحسن وأحمد الصدام ونادية ملائكة ونواف الشبيلي، ومن إخراج وتأليف فارس قدس.

زر الذهاب إلى الأعلى