...

أزهريون و صوفيون: التراويح في جماعة بدعة حسنة و عددها ٢٠ ركعة

كتبت منار سالم

 

صَلَاةُ التَّرَاوِيح أو صلاة القيام في رمضان هي صلاة في الإسلام، وحكمها سنة مؤكدة للرجال والنساء تؤدى في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها إلى قبيل الفجر

و قد اختلط على البعض عدد ركعات التراويح و هل يجب أن تصلى في المنزل أم في جماعة، ٦٠ دقيقة استطلعت آراء العلماء في هذا الشأن.

 

قال الشيخ إبراهيم كامل، الإمام بالأوقاف، إن التراويح، جمع ترويحة، أي ترويحة للنفس، أي استراحة، من الراحة وهي زوال المشقة والتعب، والترويحة في الأصل اسم للجلسة مطلقة، وسميت الجلسة التي بعد أربع ركعات في ليالي رمضان بالترويحة للاستراحة، ثم سميت كل أربع ركعات ترويحة مجازا، وسميت هذه الصلاة بالتراويح؛ لأنهم كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون بعد كل أربع ركعات للاستراحة.

و أشار إلى أن صلاة التراويح، هي قيام شهر رمضان، و تصلى ليلًا في رمضان بعد صلاة العشاء.

و قال كامل، اتفق الفقهاء على سنية صلاة التراويح، وهي عند الحنفية والحنابلة وبعض المالكية سنة مؤكدة، وهي سنة للرجال والنساء، وهي من أعلام الدين الظاهرة، فعن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ عَلَيْكُمْ وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه النسائي.

وتابع كامل، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري في صحيحه.

قال الإمام النووي في” المجموع شرح المهذب” ، فَصَلَاةُ التَّرَاوِيحِ سُنَّةٌ بِإِجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ.

وعليه فصلاة التراويح سنه سنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ينبغي على المسلم أن يحافظ عليها.

و أضاف كامل، أنه ذهب جمهور الفقهاء إلى أن وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء وقبل الوتر إلى طلوع الفجر؛ لنقل الخلف عن السلف، ولأنها عرفت بفعل الصحابة فكان وقتها ما صلوا فيه، وهم صلوا بعد العشاء قبل الوتر؛ ولأنها سنة تبع للعشاء فكان وقتها قبل الوتر.

و تابع لو صلاها بعد المغرب وقبل العشاء فجمهور الفقهاء على أنها لا تجزئ عن التراويح، وتكون نافلة عند المالكية، وعلل الحنابلة عدم الصحة بأنها تفعل بعد مكتوبة وهي العشاء فلم تصح قبلها كسنة العشاء، وقالوا إن التراويح تصلى بعد صلاة العشاء وبعد سنتها، قال المجد: لأن سنة العشاء يكره تأخيرها عن وقت العشاء المختار، فكان إتباعها لها أولى.

و أشار كامل، إلى قوا الشيخ زكريا الأنصاري في “أسنى المطالب في شرح روض الطالب”، فَرْعٌ: وَوَقْتُ الْوِتْرِ وَالتَّرَاوِيحِ مِنْ بَعْدِ أَنْ يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ، وَإِنْ جَمَعَهَا تَقْدِيمًا (إلَى الْفَجْرِ الثَّانِي) لِنَقْلِ الْخَلْفِ عَنْ السَّلَفِ.

و تابع كامل، عليه فصلاة التراويح تكون بعد صلاة العشاء وقبل الوتر، ولا تجزئ صلاتها قبل العشاء، والله أعلم.

و قال الشيخ طه منصور، الإمام بالأوقاف، إن التراويح جمع ترويحة وهي من الراحة لأن الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات.

و أوضح منصور، لـ٦٠ دقيقة، أن مما ورد في فضلها قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه “.

وتابع منصور، أول صلاه التراويح كانت في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان العام العاشر من الهجره

وصلى النبي، صلاه التراويح جماعة بأصحابه ثلاث مرات ثم بعد ذلك صلى منفردًا لما اجتمع الناس ينتظرونه خشية أن تفرض عليهم.

و مضى يقول، الأفضل في صلاة التراويح أن تؤدى في المسجد في جماعة لأن هذا فعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم وإن أداها المسلم في البيت فهو جائز.

وأشار منصور، إلى أن أول من جمع الناس على إمام في التراويح سيدنا عمر بن الخطاب، سنه 14 للهجره ولم ينكر أحد من الصحابه ذالك فدل ذلك على فضل أدائها في جماعة.

و أضاف منصور، أن أول إمام للتراويح هو سيدنا أبي بن كعب، و أن عدد ركعات التراويح عند جمهور الفقهاء الأحناف و الشافعية والحنابلة والمشهور عند المالكيه 20 ركعه غير الوتر و 23 مع الوتر.

و مضى يقول في روايه عن الامام مالك، أنها 36 ركعه وهو غير المشهور في المذهب، و يؤديها الناس في أيامنا هذه ثماني ركعات غير الوتر وأحد عشر ركعه مع الوتر هذا ما ذهب إليه بعض الفقهاء من باب التخفيف على الناس لأن النوافل الأصل فيها المسامحة و التساهل.

و أكد منصور، أن التراويح تصلي ركعتين ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم، ” صلاة الليل مثنى مثنى”

من جانبه، قال الشيخ أحمد البشير، شيخ الطريقة الحافظية الأحمدية الخلوتية، إن الأصل في صلاة التراويح ٢٠ ركعة وليس إحدي عشر ركعة.

وتابع البشير، في تصريح لـ٦٠ دقيقة، الذين يصلون أحد عشر ركعة، استدلوا عليها من حديث السيدة عائشة، التي قالت فيه أن النبي، مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، لكن تأويل العلماء أنها تقصد بها التهجد و ليس صلاة التراويح.

ومضى يقول، التراويح صلاة خاصة بشهر رمضان، و عرفنا أنها ٢٠ ركعة، من صلاة النبي للتراويح في المسجد مرتان ثم بعد ذلك كان يصليها في المنزل، و عندما سأله أصحابه عن ذلك و أنه يصليها في المنزل، قال لهم ” خفت أن تفرض عليكم”.

و أضاف البشير، أن الصحابة كانوا يصلون التراويح في المنزل، و في خلافة عمر بن الخطاب، وجد أن الناس توقفت عن صلاة التراويح، و عرف ذلك عندما توقف الصوت الذي كان يسمعونه في عهد النبي، يخرج من منازل الصحابة كدوي و أزيز النحل أثناء قراءتهم في الصلاة.

و أشار البشير، إلى أن عمر بن الخطاب، وجد أن الناس تركت صلاة التراويح، فجمع الناس تحت إمامة إمام واحد و عادوا إلى صلاتها مرة أخرى.

وتابع البشير، عمر بن الخطاب، صلى التراويح مع الصحابة ٢٠ ركعة، و كان أول من يجعل الناس يصلون التراويح في جماعة، حيث قال ” نِعم البدعة هذه”، و من هنا أخذ العلماء أن هناك من البدع ما هو بدعة حسنة.

زر الذهاب إلى الأعلى