...

إسماعيل محفظ القرآن انتحر ..وترك وصية صلوا على جنازتي بعد التراويح وقولوا لأمي ماتلبسي اسود  

هذه واقعة غريبة وتطرح العديد من التساؤلات ، خاصة أن بطلها هو آخر شخص يمكن أن يقدم على مااقدم عليه ، بل إن أفكاره آلتي يعتنقها ويؤمن بها تحرم فعلته بشكلٍ قاطع.

اسمه اسماعيل عبد الحليم ابراهيم ، محفظ قرآن وخريج جامعة الأزهر، حالته المادية متيسرة ، محبوب من الجميع نظراً لاخلاقه العالية وشدة تقواه ، وحرصه على أداء الصلاة وعمل الخير.

شاب مثالي بكل المقاييس ، يحبه كل اهالي قرية الرشايدة بمركز العسيرات في سوهاج ، فهو فضلاً عن كل صفاته إبن ناس ومن أسرة طيبة يحبها الجميع ويحترمونها

استيقظت القرية كلها على خبر مفجع ، وهو وفاة الشاب الخلوق المحبوب ، الجميع ظن أن مرضا أصابه فأدى إلى وفاته ، والجميع أيضا استبعد تماماً أن تكون هناك جريمة قتل ، فالشاب معروف عنه استقامته وليس له أعداء ، والأسرة أيضا لاعداوات ولا ثأر لها مع أحد.

الأمر الذي حسم كل شيء واجاب عن كل الأسئلة ، كان رسالة تركها الشاب على “فيس بوك” قبل وفاته ودع فيها كل محبيه وطلب العفو والمغفرة من الله، وطلب التصدق عليه ولو بشق تمرة، وترك وصيته لوالدته بألا تلبس الأسود، ومن طلابه أن يختموا القران ، ومن محبيه وأصدقائه بالصلاة عليه في مسجد الخطيب بالقرية، بعد صلاة التراويح، مؤكداً على الالتزام بوصيته حتى لو تأخرت الجنازة يومين .

وإذا كانت الرسالة التي تركها الشاب قد أجابت عن أسئلة أسرته وأهالي قريته حول طريقة موته فإنها لم تجب عن السبب الذي دفعه إلى اتخاذ هذا القرار الذي لا يمكن أن يصدر عن شخص مثله

الواقعة تؤكد انه ليس شرطا أن يكون ضعف الإيمان سببا في حدوث الانتحار ، فقد يقرر إنسان متدين أن ينهي حياته بنفسه ، ولكن أين يكمن لغز هذا التصرف؟… حتى الآن لا احد يعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى