...

قرار مجلس الأمن الدولي يطرح التساؤلات.. و «رجال السياسة» يؤكدون ضرورة إلزام إسرائيل.. وامتناع «أمريكا» مناورة سياسية

كتبت- دينا بهاء

أثار قرار مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان تساؤلات رجال السياسة، خاصة أن المهلة الزمنية التي أقرها مجلس الأمن محددة ومؤقتة وغير كافية لتقديم الدعم المناسب لأهالي غزة.

وأكد عدد من السياسيين ضرورة مطالبة المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، خاصة أن إسرائيل لا يمكن التكهن بتحركاتها السياسية، وإنه قد سبق ولم تنفذ أي قرارات دولية بخصوص وقف إطلاق النار في غزة.

وأشاروا إلى أن إسرائيل تمارس العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل دون النظر إلى المواثيق الدولية، والمعايير الإنسانية، وأن قرار مجلس الأمن الدولي يعتبر أخر ورقة مطالبة تمارس على الكيان الإسرائيلي

قرار مجلس الأمن ليس كافيا

وقال النائب سليمان وهدان، عضو مجلس النواب، ونائب رئيس حزب الوفد، لـ 60 دقيقة أنه يرحب بقرار اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2728 بشأن غزة، والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، ولكن القرار ليس كافيا.

وأكد نائب رئيس حزب الوفد على ضرورة إتخاذ المجتمع الدولي كافة التدابير اللازمة التي تكفل إلزام الاحتلال بقرار مجلس الأمن الدولي، وتضمن نجاح تنفيذه.

وتابع وهدان: قرار وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان الكريم يعتبر استعادة لدور المجتمع الدولي الطبيعي في إدارة الشئون الدولية، وتكليل لجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تم بذلها في الفترة السابقة، بشأن القضية الفلسطينية.

وقال عضو مجلس النواب أن هذه المرحلة الدقيقة بمثابة اختبار حقيقي لكافة الجهات الدولية والأمنية، واختبار لمدى التزام الاحتلال الغاشم للمواثيق الدولية والحقوقية والأنسانية.

وأشار وهدان إلى أن الاحتلال الغاشم انتهك كافة المواثيق الدولية اثناء حربه على قطاع غزة، دون الاهتمام بكافة الإجراءات والمناشدات الدولية التي نادت بالوقف الفوري للحرب على الشعب الفلسطيني الأعزل.

وطالب وهدان المجتمع الدولي بضرورة التدخل لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.

إسرائيل لن تتوقف حتى تقضي على حماس نهائيا

ومن جانبه قال النائب فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، لـ 60 دقيقة أن قرار مجلس الأمن الدولي الشأن غزة، والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، قرار مهم ولكن هدف إسرائيل واضح وهو القضاء على حماس.

وتابع: إن إسرائيل لديها هدف واضح ومحدد وهو القضاء على حماس، ولن تتوقف حتى تقضي عليها، منوها إلى أن الفكرة الرئيسية هو القضاء وإبادة الشعب الفلسطيني، ولكن المعلن هو إنهاء حركة حماس نهائيا.

وأشار “فخري الفقي” إلى أن إسرائيل بكافة الأجهزة الاستخباراتية تلقت صفعة من حركة حماس، ما زالت تعاني من آثارها وتبعياتها حتى الآن، وأن حكومة نتنياهو لن تتوقف حتى تثبت إنها قادرة على رد الصاع عشرة أضعاف.

وأضاف عضو مجلس النواب أن إسرائيل لن تتوقف عن حرب الإبادة في غزة والجرائم ضد الشعب الفلسطيني حتى تحقق هدفها من إضعاف حركة حماس للدرجة التي تجعلها لم تقم لها قامة لعقود كثيرة.

وقال “الفقي” إن امتناع أمريكا عن التصويت جاء بسبب ضغوط دولية، ولكن “الأمريكان” ما زالوا يصرحون أن تلك الخطوة لا تعني تغيير السياسة الأمريكية اتجاه إسرائيل، ولذلك امتنعت عن التصويت ولم تصوت بالموافقة.

وأكد عضو مجلس النواب أن هدف حكومة نتنياهو التي تقوم بعملية إبادة للشعب الفلسطيني وتهجير قسري بكل السبل، لن يتوقف حتى يحقق هدفه، والحرب ما زالت مستمرة، منوها إلى أن الهدنة مدتها 10 أيام فقط، وهدفها السماح بالمساعدات الإنسانية عن طريق إسقاط المعونات بالطائرات أو عن طريق الممر المائي وخلافه، ولكن ما زال هناك تهديد واضح وكل زال ملف رفح مطروحا.

لا يمكن التكهن بـ “تحركات إسرائيل”

وقالت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي، أن قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، قرار مرحب به ولكن الأهم هو تنفيذه، خاصة أن هناك قرارات دولية تم إصدارها من قبل وإسرائيل لم تستجب ولم تنفذ أي منهم.

وتابعت “مها” في تصريحات خاصة لـ 60 دقيقة أن إسرائيل لا يمكن التكهن بتصرفاتها وتحركاتها السياسية، وأن ذلك ظهر واضحا في تجاهلها كافة المواثيق الدولية وقرارات المجتمع الدولي.

وقالت عضو مجلس النواب إن المجتمع الدولي يقف مكتوف الأيدي، وأن قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان يعتبر آخر ورقة ضغط على إسرائيل.

ونوهت إلى أن المهلة غير كافية ولكن يجب تكثيف الجهود قدر الإمكان لإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى أهالي غزة بأسرع وقت.

ونوهت إلى أن موقف أمريكا بالامتناع عن التصويت يعتبر تغيير في السياسات الدولية، ودلالة مهمة بشأن الموقف الدولي في الفترة المقبلة.

“تمثيلية” متفق عليها مع “إسرائيل”

وقال أحمد دياب، عضو مجلس النواب، ووكيل اللجنة الأقتصادية بالمجلس أن قرار مجلس الأمن وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان انتظرناه طويلا ولكنه مع الأسف قرار مؤقت ومرتبط بمهلة زمنية محددة، إضافة إلى أن حماس رافضة للقرار.

وتابع “دياب” في تصريحات خاصة لـ 60 دقيقة كنا نتعشم أن يكون قرار مجلس الأمن وقف فوري لإطلاق النار غير مشروط بمدة محددة، وعلى المستوى الشخصي غير سعيد بهذا القرار المؤقت.

وقال إن امتناع أمريكا عن التصويت مجرد مناورة منها للهروب من الضغوطات الدولية، ومحاولة لكسب التعاطف الدولي بعد كل المواقف المشينة التي ارتكبتها في الفترات السابقة، منوها إلى أن الجميع يدرك  توجهات الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه الكيان الإسرائيلي، باعتباره الابن البكر لها.

وأكد “دياب” إنه إذا كان قرار وقف إطلاق النار حقيقيا، كانت ستدخل أمريكا لمنع تنفيذ، وترفض وقف القرار، مشيرا إلى أن كل القرارات الأخيرة عبارة عن “تمثيلية” متفق عليها بين أمريكا وإسرائيل.

وقال عضو مجلس النواب إن قرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان هو أخر إجراء يتخذه المجتمع الدولي اتجاه إسرائيل.

زر الذهاب إلى الأعلى