...

القاهرة الفاطمية تسلم الراية للعاصمة الإدارية الجديدة وتحتفظ بقيمتها وعظمتها

 

منذ دخول الفاطميين إلى القاهرة، التي أسسوها عام 969 لتكون مقرا لحكمهم، ظلت المدينة التاريخية العريقة على مدى 1150 عاما مقرا لكل حكومات مصر، لكنها منذ ساعات قليلة سلمت هذه الميزة ( مقر الحكم) إلى العاصمة الإدارية الجديدة التي أدى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية من داخل مبنى البرلمان بها، وبذلك ينتقل مقر الحكم في الولاية الثالثة والجديدة للسيسي إلى العاصمة الإدارية الجديدة

ولا يعني انتقال مقر الحكم من القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، أن تفقد هذه المدينة العريقة أهميتها أو قيمتها، فسوف تظل شوارعها وحاراتها وجدرانها تحكي تاريخ شعب مصر وحضارته العريقة التى أثرت البشرية على مر العصور، فهي من أكثر المدن تنوعًا ثقافيًا وحضاريًا وتعد متحفًا مفتوحًا يضم آثارًا فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية.

يعود تاريخ المدينة إلى نشأة مدينة أون الفرعونية أو هليوبوليس “عين شمس حاليًا” والتي تعد واحدة من أقدم مدن العالم القديم كما تضم “حصن بابليون” فهو من الآثار الرومانية القديمة وتضم أيضًا الكنيسة المعلقة وشجرة السيدة مريم وهي الشجرة التي استظلت بها السيدة مريم في رحلتها من فلسطين لمصر هربًا من بطش الرومان.

أما القاهرة الإسلامية بطرازها المعماري الفريد والتي بدأت ملامحها تظهر مع الفتح الإسلامي لها على يد عمرو بن العاص عام  641م وبنائه لمسجد يحمل اسمه والذي يعد أول مسجد يبنى في أفريقيا، وعلى أرض القاهرة بَنيت مدينة الفسطاط والعسكر والقطائع في العصر العباسى.

ومن العصر الفاطمي حتى الأيوبي والمملوكي، شهدت القاهرة أرقى فنون العمارة الإسلامية التي تمثلت في بناء القلاع والحصون والأسوار والمدارس مثل قلعة صلاح الدين، ومدرسة السلطان برقوق، ومدرسة الأشرف قايتباي، وخان الخليلي، ومسجد الرفاعي، ومسجد السلطان حسن، ومسجد الحسين  وغيرها.

كل هذا التاريخ العريق للقاهرة جاء نتيجة لما تتمتع به من موقع استراتيجي متميز مما أهلها لتكون العاصمة السياسية لمصر على مر العصور، هذا إلى جانب كونها العاصمة الثقافية والفنية والعلمية والتاريخية للعالم العربي والإسلامى.

بدأ القائد جوهر الصقلي في بناء العاصمة الجديدة للدولة الفاطمية بأمر من الخليفة الفاطمى المعز لدين الله الفاطمي وذلك في يوم 17 شعبان عام 358 هجرية الموافق 6 يولية عام 969م واصبح هذا اليوم عيدا قوميا لمحافظة القاهرة.

واطلق عليها اسم المنصورية، وعندما وصل الخليفة الفاطمى المعز لدين الله إلى مصر ودخل المدينة الجديدة عام 362هـ أسماها “القاهرة “وقيل ان السبب في تسميتها بهذا الاسم هو تبركًا بالكوكب القاهر المعروف باسم كوكب المريخ وهو القول الأكثر شيوعًا بين المؤرخين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى