...

«العدل الدولية» تدعو إسرائيل لاتخاذ إجراءات لمنع التحريض على ارتكاب الإبادة الجماعية فى غزة

طالبت محكمة العدل الدولية، إسرائيل إلى أن تقوم بإجراءات فورية لمنع تدمير الأدلة المتعلقة باتهامها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، داعية تل أبيب لاتخاذ جميع الإجراءات المنصوص عليها لمنع الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، مشددة على ضرورة اتخاذ تل أبيب لتدابير فورية بنفاذ المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ودعت المحكمة فى حكمها أمس، الجانب الإسرائيلى إلى رفع تقرير للمحكمة بشأن كل التدابير المؤقتة المفروضة فى غزة، مؤكدة أن الحكم يفرض التزامات قانونية دولية على إسرائيل، مشددة على أهمية تأكد تل أبيب من أن جيشها لا يرتكب الانتهاكات المذكورة.
كما دعت محكمة العدل الدولية إلى ضرورة كف إسرائيل عن القتل أو إلحاق الأذى أو إخضاع جماعة عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادى كليا أو جزئيا، رافضة طلب إسرائيل بسحب دعوى جنوب أفريقيا ضدها.
وأعربت المحكمة عن قلقها البالغ إزاء استمرار الخسائر فى الأرواح فى قطاع غزة، لافتة إلى أن المادة التاسعة من اتفاقية منع الإبادة تجعل التدابير المؤقتة واجبة التنفيذ من ناحية الطرفين، موضحة أنها على اطلاع كبير بالمأساة التى تشهدها غزة وتدين القتل المستمر فى القطاع
ولفتت المحكمة إلى أن لديها ولاية قضائية بشأن ما ترتكبه إسرائيل فى قطاع غزة، مؤكدة أن أكثر من 93% من سكان قطاع غزة غير قادرين على الوصول إلى الطعام والاحتياجات الأساسية من غذاء ومياه، مشددة على أن إسرائيل مطالبة باتخاذ إجراءات لمنع جرائم القتل بحق مجموعة بشرية أو التسبب فى ضرر جسيم لها.
وأوضحت المحكمة أن 16 صوتا مقابل صوت واحد فقط يؤيدون إلزام إسرائيل اتخاذ كل التدابير لمنع التحريض لارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين فى غزة، وأصدرت عددا من التدابير المؤقتة تلزم تل أبيب بوقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.
بدورها، رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالتدابير المؤقتة التى أمرت بها محكمة العدل الدولية، داعية جميع الدول إلى ضمان تنفيذ جميع التدابير المؤقتة التى أمرت بها المحكمة، بما فى ذلك إسرائيل، وهى السلطة القائمة بالاحتلال باعتباره التزاما قانونيا.
ودعت الخارجية الفلسطينية فى بيانها المجتمع الدولى إلى اتخاذ إجراءات لوقف حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة والتأكد من أنها ليست متواطئة، موضحة أن قرار محكمة العدل الدولية هو بمثابة تذكير مهم بأنه لا توجد دولة فوق القانون.
وأكدت الخارجية من جديد امتنانها الأبدى لشعب وحكومة جنوب أفريقيا لاتخاذ هذه الخطوة الجريئة من التضامن النشط، وقالت إنها ستواصل العمل بشكل وثيق مع جنوب أفريقيا والدول الأخرى لضمان تحقيق العدالة.
إلى ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى لليوم الـ112 تواليا العدوان على قطاع غزة وارتكاب مزيد من الجرائم والإبادة ضد المدنيين الأبرياء، ما أدى لارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 30 ألف شهيد ومفقود وحوالى 64 ألف جريح غالبيتهم من النساء والأطفال.
وطال القصف المدفعى الإسرائيلى المناطق الغربية لمدينة غزة، وبعض المناطق فى خانيونس جنوبى قطاع غزة، واستهداف المناطق المحيطة بمجمع ناصر الطبى بطائرات «الكواد كابتر».
ودمر الاحتلال الإسرائيلى حيا سكنيا جديدا فى خان يونس، حيث وصل 70 شهيداً إلى مستشفيات جنوب القطاع فى الساعات الماضية.
وبالتزامن مع المجازر، كثّف الاحتلال الإسرائيلى استهدافه لخان يونس ومستشفياتها ومراكز الإيواء التابعة «للأونروا»، ووصفت وزارة الصحة الوضع الإنسانى والصحى بالكارثى للغاية فى مجمع ناصر الطبى، وطال القصف الإسرائيلى خيام النازحين غربى المدينة.
وبشأن الأزمة الإنسانية والصحية التى يعانيها الفلسطينيون فى غزة، والتى تفاقمت فى مخيمات ومراكز النزوح، ذكرت سلطة جودة البيئة الفلسطينية أن 66% من أهالى القطاع يعانون انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه الملوثة.
إلى ذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، أن الاحتلال ارتكب 19 مجزرة فى القطاع، راح ضحيتها 183 شهيداً و377 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن جثامين عدد من الشهداء لا تزال تحت ركام منازلهم المدمرة، فيما يمنع الاحتلال الإسرائيلي، وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى إليهم.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى المستمر، إلى 26083 شهيداً و64487 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأشار الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم الصحة الفلسطينية فى غزة إلى أن 600 ألف مواطن شمالى غزة يتعرضون للموت بسبب المجاعة وانتشار الأمراض والقصف الإسرائيلى.
من جانبه، حذّر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، من أن الطقس البارد والممطر، بجعل قطاع غزة، الذى مزقته الحرب «غير صالح للعيش على الإطلاق».
وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى الأرض الفلسطينية المحتلة أجيث سونجاى «إننا قلقون جدا أيضا إزاء تأثير الطقس الممطر والبارد فى غزة».
وأضاف «إنه أمر متوقع تماما فى هذا الوقت من السنة، وبجعل الوضع غير الصحى أصلا غير صالح لحياة الناس على الإطلاق. ومعظمهم ليس لديه ما يكفى من الملابس أو الأغطية».
وبحسب إحصائية نشرها الجـهـاز المـركزى للإحصاء الفلسطينى، فإن 290 ألف وحدة سكنية فى قطاع غزة، تضررت بفعل قصف الاحتلال الإسرائيلى البرى والجوى والبحرى الذى شنه جيش الاحتلال على مدار أكثر من 100 يوم.
وطال القصف الإسرائيلى 65 ألف وحدة سكنية دمرت وأصبحت غير صالحة للسكن، ونحو 25010 مبانٍ تم تسويتها بالأرض، فضلا عن تدمير 145 مسجدا و3 كنائس، ووصل عدد المستشفيات التى خرجت عن الخدمة إلى 30، فيما تضرر 26 مستشفى، فضلا عن تدمير 121 سيارة إسعاف وتوقفها عن العمل.
وتشير التقديرات إلى أن حوالى 1.93 مليون مواطن فلسطينى «85% من سكان غزة» مهجرون قسرا، والعديد منهم نزحوا عدة مرات سعيا وراء الأمان.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس الجمعة، إصابة 38 ضابطًا وجنديًا إسرائيليا فى معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، مشيرا إلى ارتفاع عدد الضباط والجنود المصابين منذ بداية الحرب على غزة، إلى 2748 ومنذ بدء الهجوم البرى إلى 1258.
وذكر جيش الاحتلال أن 396 ضابطًا وجنديًّا إسرائيليا ما زالوا يعالجون فى المستشفيات من بينهم 38 مصابون بجروح خطيرة.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلى اعترف الأربعاء الماضى بإصابة 24 من جنوده وضباطه؛ بينهم 18 فى المعارك البرية بغزة.
فى رام الله، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن كل يوم يمر على حرب الإبادة الجماعية التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى غزة، يعكس سقوطا قانونيا وأخلاقيا على المستوى الدولى، موضحة أن الدول التى تدعى التمسك والحرص على مبادئ حقوق الإنسان وحماية المدنيين، فشلت فى تحقيق الاستجابة السريعة والإغاثية للمواطنين الفلسطينيين الرازحين تحت القتل والقصف الهمجى بالأسلحة المحرمة دوليا، فى أبشع وأوضح أشكال التواطؤ الدولى مع الاحتلال.
وأكدت الخارجية الفلسطينية فى بيان لها، الجمعة، أن صمود الشعب الفلسطينى وبقاءه فى أرض وطنه، بالرغم من أشكال الإبادة التى يتعرض لها، يُفشل يوميا أهداف نتنياهو الحقيقية من العدوان، ويفضح التواطؤ الدولي، ويؤكد فشل الخيارات العسكرية والأمنية فى التعامل مع الفلسطينيين وقضيتهم، ويعكس فى ذات الوقت الضرورات الاستراتيجية والأهمية لحل الصراع بالطرق السياسية مهما اشتدت وكبرت معاناة الفلسطينى وآلامه، ومهما طال أمد العمى الدولى عن حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة.
وأدانت الخارجية الفلسطينية حرب الإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين لليوم 112 على التوالى، والتى لا زالت تخلف يوميا ما يقارب 200 شهيد ومئات المصابين والجرحى وتعميق دوامة النزوح القسرى والموت بحق المدنيين الفلسطينيين، وتوسيع دائرة التدمير وحصار المراكز الصحية والمستشفيات وإخراجها عن الخدمة واحدة تلو الأخرى، فى ظل إمعان اسرائيلى بمنع وصول المساعدات والاحتياجات الإنسانية الأساسية للمواطنين بما فى ذلك فرض سياسية التجويع والتعطيش، وشح الإمكانيات خاصة ما يلزم الدفاع المدنى من أدوات تمكنه من الوقوف إلى جانب النازحين التى تغرق خيامهم فى مياه الشتاء، وتطبق دائرة الموت المحقق خاصة على النساء والأطفال والمرضى والجرحى وكبار السن.

زر الذهاب إلى الأعلى