نجل حسن البارودي في حواره لـ 60 دقيقة: والدي شارك في أفلام عالمية.. وأم كلثوم ساعدت في سفره للعلاج

حوار- منار سالم

هو من القلائل أصحاب أشهر الافيهات و العبارات في السينما المصرية، صاحب عبارة ( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم يا أبو العلا، كذلك عبارته الشهيرة “تعالى يا قناوي يابني هجوزك هنومة)

ولد حسن البارودى فى 19 نوفمبر سنة 1898 فى حى الحلمية بالقاهرة، وتوفى 1974، بدأ حياته الفنية هاويًا، ثم التحق بفرقة كونها حافظ نجيب عام ١٩٢٠، ثم انتقل إلى فرقة عزيز عيد 1922 وبعدها انتقل مع فرقة جورج أبيض.

عينه يوسف وهبي في فرقته عام 1924 بمرتب 12 جنيها، ولم يكن تعيينه في الفرقة ممثلا، بل ملقن، واستمر ستة شهور حتى تصادف وغاب الفنان استفان روستي الذى كان يقوم بدور، “أرمان دوفال” في مسرحية غادة الكاميليا – فقام فى اللحظة الأخيرة بأداء دوره.

وكانت هذه نقطة انطلاقه فرفع يوسف وهبي راتبه إلى 25 جنيها ثم انضم للمسرح القومي براتب 16 جنيها، وظل بالمسرح القومي حتى رحيله، حصل على وسام الفنون عام 1962 وكرمته الدولة فى عيد العلم، تزوج مرتين، الأولى من الفنانة رفيعة الشال وله منها ابنه اسمها أميرة، ثم الزوجة الثانية من خارج الوسط الفني وله منها ثلاثة أبناء (انتصار – أشرف – أمينة).

هذا ما أكده لنا نجله الدكتور أشرف، وذلك في حوار لـ”٦٠ دقيقة”.

كيف ترك سعد زغلول أثرا في حياة البارودي؟

كان والدي طالبًا في مدرسة عابدين الثانوية، في الوقت الذي كان فيه السلطان حسين كامل، الذي يملك ولا يحكم والمندوب السامي البريطاني في قصر الدوبارة يحكم ولا يملك، والحرب العالمية الأولى بدأت وخضعت القاهرة للأحكام العرفية، والمواطن المصري يعاني من ارتفاع الأسعار، حينئذ قررت المدرسة عمل احتفالية ودعت لها الزعيم سعد زغلول، واختار مدرس اللغة العربية ومشرف الخطابة الذي كان يدعى محمد أفندي، والدي ليشارك في المسرحية التي أعدتها المدرسة لتعرض خلال الحفل، وجاء اختيار والدي لتميزه في الخطابه، وعندما رأى سعد زغلول والدي، أعجب به وبأدائه، ثم سأله بعد العرض عن اسمه، وقال له “لو اشتغلت بالمحاماة عندما تكبر فتأكد أنك ستنجح فى كل مرافعاتك بحجة قولك، وقوة صوتك اتفضل يا ابني ربنا يوفقك، ورغم سعادة والدي إلا أنه قال في نفسه والمحامى يقول كلمة والهدف من وراء الكلام هو الوصول إلى كلمة الحق والعدل، فلتكن كلمتى بحثا عن الحق والعدل على خشبة المسرح وليس فى قاعة المحكمة لذلك اختار التمثيل

ما علاقة البارودي بأم كلثوم؟

والدي كان من أصدقاء أم كلثوم، وقالت أم كلثوم عنه في أحد الجرائد، شيخ الممثلين تعبيرات صوته تغني على المسرح، وفي آخر أيامه ضعف نظره، وكان لابد أن يجري عمليه جراحيه، فاتصل بوزارة الثقافة، لكن اعتذروا له معللين ذلك بأن الميزانية لا تسمح، مما جعل والدي يهاتف السيدة أم كلثوم، ويخبرها برغبته للسفر من أجل العلاج، وخلال دقائق من المحادثة الهاتفية، أصبح جواز سفر والدي جاهزًا، وسافر إلى لندن لإجراء تلك العملية

من هم أفضل أصدقائه؟

حسين رياض، إبراهيم الشامي، محمد الطوخي، توفيق الدقن، رغم اختلاف الأجيال بينه وبين الدقن، وقد جسدوا أفلامًا كثيرة مع بعض، لكن “حسين رياض” كان الصديق الأقرب له، نشأوا مع بعض وجسدوا أفلام كثيرة سويًا، حتى عندما توفى حسين رياض، حاولو عدم إخباره حتى لا ينهار، وكان في ذلك الوقت يجسد أحد المسرحيات في الأسكندرية، هى سكة السلامة، وكنت متواجد في هذا العرض، ووصل الخبر لوالدي، فاعتقد الممثلين أنه لن يتماسك ولن يستطيع استكمال المسرحية، لكنه تماسك وخرج إلى خشبة المسرح، وكان في هذه المسرحية يؤدي دور حارس المرور الذي يرثي زوجته “أنيسة”، الذي قتلها الألمان وكان من المقرر أن يبكي خلال الدور لكن في تلك الليلة تحديدًا كنت أرى الدموع الحقيقية في عين حسن البارودي، وسألته لماذا كان يبكي بشكل حقيقي خلال الأداء قال لي كنت أنعي عمك حسين رياض.

ما الأمنية التي كان البارودي يسعى لتحقيقها؟

ألا يحال على المعاش، وكان يقول دائما الفنان لا يحال إلى المعاش لكن يحال إلى القبر

هل تمنى في فترة ما أن يمتهن مهنة أخرى غير الفن؟

لا أبدًا، هذا الجيل كان يمتهن الفن للفن بل كان ينفق على الفن من جيبه الخاص، حتى أن معظم الفنانيين ماتوا ولم يكن لديهم ثروات

هل عانى من أزمات مادية في حياته؟

آخر أيامه لم يكن لديه دخل إلا الدخل الذي كانت الدولة تعطيه له، فكان عليه أن يعمل في المسلسلات ليستطيع الإعاشة

هل تمنى أن يكون شهير بتجسيد دور بذاته مثل المعلم أو الشرير مثل بعض الفنانين؟

التكوين الجسماني للبارودي، الرجل النحيف أسمر البشرة، كان يليق أكثر برجل الشر، والبخل

هل اختياره في أدوار الشخص البخيل أو الشرير كان يضايقه؟

لا أبدًا فهو في الحقيقة كان شخص مسالم جدًا وهادئ الطبع جدًا وحنون

كيف شارك في عدد من الأفلام العالمية؟

كان يتقن اللغة الإنجليزية فاشترك في بعض الأفلام العالمية منه فيلم “الخرطوم”، عام 1966،وهو الفيلم الذي كان يتناول ثورة الخرطوم في السودان، ” بطولة الممثل العالمي شارلستون هيستون، والفيلم الأمريكي “Egypt by three” عام 1953 بطولة جوزيف كوتن وجاكي كرافن”، كما شارك في بطولة الفيلم الألماني “روميل يغزو الصحراء”، عام 1959، بطولة أدريان هوفن وبيترفان إيك، والفنانة إيمان والمعتزله حاليًا

ما أفضل فترة زمنية شعر فيها بالزخم الفني؟

الملك فاروق كان يعشق الفنانين ويلتقي بهم مرة كل شهر، ووالدي كان من المداومين على تلك اللقاءات، أما في عام 1965 أعطى له الرئيس جمال عبد الناصر وسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولى
في تلك الوقت كان والدي يشارك في مسلسل يسمى “عذراء مكة”، وكان والدي في ذلك الوقت يجسد دور يهودي يسمى “شعث”، وهو رئيس طائفة يهودية في إسرائيل، وكان حلقات المسلسل كثيرة، وعندما حان موعد تكريمه من الرئيس عبد الناصر، كان يواكب ذلك وجود الزعيم الصيني في مصر، وعندما جاء نادوا على والدي ليصعد على المسرح ليتسلم الجائزه الجمهور هاج ونطقوا اسم شعث، وهو دوره في المسلسل، عندما صعد والدي على المسرح، همس الرئيس عبد الناصر في أذن الزعيم الصيني، طبعا والدي لم يعرف بالضبط ماذا أخبره عبد الناصر، لكن اعتقد أنه أطرى عليه لأن الرئيس الصيني سلم على والدي سلاما حارا، كما حصل على جائزة عن دوره في فيلم حسن ونعيمة، وحصل على جوائز تونسية.